عندما يصبح الحبّ هو بداية اليوم



في عالم تتسارع فيه الخطى، وتتشابك فيه الأصوات، ننسى أحيانًا أن نستيقظ على صوت أرواحنا… على الحضور الحقيقي الذي لا يأتي من منبّه ولا من مهام اليوم، بل من ذِكرٍ صامت
"أنا هي أنا"
هكذا بدأت صباحي
ليس بإنجازات ولا بقوائم، بل بشعور عميق من الحب
حب لا يعتمد على من حولي، ولا حتى على حالتي المزاجية
بل حبٌ سكنني كأرضٍ أستند عليها، كأمانٍ داخلي، كصوتٍ يقول
"أنتِ بخير… لأنكِ هنا… لأنكِ تحبين"
الحبّ.. كأرض للتجذير
كم مرة شعرنا أننا نغرق في مشاعرنا؟
الغضب، الخوف، التردد، الذنب
كلها موجات بشرية، لا يمكن إنكارها
لكن ما يغيّر المعادلة هو الأرض التي نقف عليها حين تهبّ العاصفة
حين تكون هذه الأرض هي "الحب"
فالمشاعر لا تُخيفنا،
ولا تُشعلنا حتى نحترق،
بل تتحوّل إلى رسائل نحتضنها دون أن نذوب فيها
الأمان الداخلي
أن أُحب… لا يعني أن أكون مقبولة من الآخرين فقط
أن أُحب… يعني أن أُمنَح حق الوجود الكامل، بكل ما فيّ من نور وظل
أن أُحب… يعني أن أتكلم دون خوف، أن أظهر دون تزييف، أن أعيش دون تنازل
حين يصبح الحب هو القاعدة التي أنطلق منها،
فلا حاجة لي أن أرتدي دروعًا،
ولا أن أبرر ذاتي،
ولا أن أعيش خائفة من الرفض
تحويل المشاعر إلى نور
من هذا المكان، تبدأ معجزة التحوّل
الحكم لا يعود سيفًا، بل يتحوّل إلى بصيرة
الغضب لا يبقى نيرانًا مدمرة، بل يصبح وقودًا للحركة والامتنان
الخوف لا يُشلّني، بل يوقظ فيّ الوعي والوضوح
إنها - خيمياء الحب
غاية اليوم… وغاية الحياة
هدف الحياة؟ أن نعيش من الحب
في النهاية، لسنا هنا لنُتقن أدوارنا الاجتماعية فقط، ولا لنُرضي التوقعات،
بل لنكون… لنُحِب… لنفتح قلوبنا ونسمح للنور أن يمرّ من خلالها
أن نعيش من الحب،
أن نختار أن نبدأ يومنا من مساحة القلب،
أن نستقبل كل لحظة، وكل علاقة كمرآة، وكل شعور كمعلم
هو بحد ذاته رسالة وجود
دعوة لليوم:
اجلسي هذا الصباح بهدوء
ضعي يدك على قلبك
تنفّسي ببطء
واهمسي لنفسك
"أنا هي أنا"
"أنا أختار الحب كأرضي"
"أنا آمنة لأنني حاضرة، لأنني مُحِبة، لأنني أكون"
ثم لاحظي كيف يتغيّر اليوم كله
خاتمة: حين يصبح الحبّ بداية اليوم
عندما نعود إلى الذات كل صباح، لا يتغيّر جدولنا فقط - يتغيّر معنى اليوم
الحبّ هنا ليس فكرة شاعرية؛ إنّه ممارسة وقرار بأن نعيش من مركز القلب، ونسمح للحياة أن تضيء من خلالنا بطمأنينة ووضوح.